من الطبيعي أولا في هذه الزاوية أن نزيل الالتباس حول كلمة فذلكة، وهي -كما قدمنا في زاوية العامي الفصيح- مما اشتهر على لسان العوام حتى ظنها البعض من الركيك المتروك، لكنك حين تقارن بين دلالة استخدامها عند العوام والمنصوص عليه في معاجم اللغة تجد الارتباط وثيقا، ففي المعاجم:(فذلك حسابه: أنهاه وفرغ منه، والفذلكة: مجمل ما فصل وخلاصته، وفذلك يفذلك فذلكة: أجمل ما فصله، والجمع فذلكات، وهي منحوتة من قولهم: فذلك كذا وكذا...).
وفذلك على وزن فعلل، وهذا الوزن متعد في العربية، بمعنى أنه لابد له من مفعول، والعامة قاست منه تفذلك على وزن تفعلل للدلالة على اللازم منه، ومعنى فذلك فلان القضية: أجملها بعد تفصيل، وتفذلك فلان: صارت له القدرة على الإجمال ببراعة، وهي مهارة لا تتوفر لكل الناس بل يؤتيها الله من شاء من خلقه.
ولن يخرج مضمون هذه الزاوية عن هذه المعاني للكلمة، فسنحاول فيها عرض خلاصات لغوية بدقة ومهارة بقدر ما يوفقنا الله لذلك، ولن تخلو هذه الخلاصات إن شاء الله من ظرف وطرافة، حتى تكون أيسر على الفهم وأسرع للقبول، سائلين الله تعالى التوفيق، وإلى اللقاء مع أولى الفذلكات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق